اذا أوضح لك صديقك فكرة
فلا تخش ان تصرح بما في فكرك من النفي
أو ان تحتفظ بما في ذهنك من الإيجاب
و إذا صمت صديقك و لم يتكلم
فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء الى صوت قلبه
لأن الصداقة لا تحتاج الى الألفاظ و العبارات
في إنماء جميع الأفكار و الرغبات و التمنيات
التي يشترك الأصدقاء بفرح عظيم
في قطف ثمارها اليانعات
و إن فارقت صديقك فلا تحزن على فراقه
لأن ما تتعشقه فيه أكثر من كل شيء سواه
قد يكون حين غيابه أوضح في عيني محبتك منه في حين حضوره
لأن الجبل يبدو لمن ينظر اليه من السهل
أكثر وضوحا مما يظهر لمن يتسلقه
و لا يكن لكم في الصداقة من غاية ترجونها
غير ان تزيدوا في عمق نفوسكم
لأن المحبة التي لا رجاء لها
سوى كشف الغطاء عن أسرارها
ليست محبة
بل هي شبكة تلقى في بحر الحياة
و لا تمسك غير النافع
و ليكن أفضل ما عندك لصديقك
فإن كان يجدر به ان يعرف جزر حياتك
فالأجدر بك أيضا أن تظهر له مدها
و ما قيمة صديقك الذي لا تطلبه الا لتقضي معه
ما تريد ان تقتله من وقتك ؟؟
فاسع بالأحرى الى الصديق الذي يحيى أيامك و لياليك
و ليكن ملاك الأفراح و اللذات المتبادلة مرفرفا فوق حلاوة الصداقة
لأن القلب يجد صباحه في الندى العالق بالأشياء الصغيرة